التغير الاجتماعي هو كل تحول يحدث في النظم والأنساق والأجهزة الاجتماعية، سواء في البناء أو الوظيفة خلال فترة زمنية محددة". ولما نشهده بمجتمعنا من سلسلة من التغيرات وفق مراحل جوهرية هامة، تتوافق مع رؤية التحول الوطني "2030" والتي تتطلب من الأفراد ومؤسسات المجتمع أن يتكيفوا بكل مرونة مع المستجدات، ويدركوا أهمية التغيير الذي يستفتح لهم آفاقاً واسعة من الانفتاح الاجتماعي والثقافي الواعي، والذي يساهم في دفع عجلة التقدم ومواكبة التطور. ولكون التغيير الاجتماعي يأتي من عوامل داخلية وأخرى خارجية، يجب أن يكون دور الأسرة ومؤسسات التعليم حاضر في عوامل التنشئة الاجتماعية، من أجل إمداد المجتمع بجيل مواكب لأهداف التحول الوطني، والتي من أهمها الخروج من عباءة النظرة الدونية للأعمال المهنية والتقنية، وتهيئتهم لممارستها بكل مرونة وثقة، وذلك برفع كفاءتهم وتدريبهم على التخلص من كثير من العادات والأفكار التي لا تواكب التغيير ومجريات العصر الحديث، والتي تتطلب التخصص المعرفي والمهني لرفع الإنتاجية التي تدعم الفرد، وتزيد من معدل الدخل الاقتصادي للمجتمع، مما يساهم في تحسن الخدمات، فالإعداد المهني لأفراد المجتمع يلعب دوراً هاماً في المعايير الاجتماعية والقيم، والتي من أهمها الولاء والكفاءة والإتقان والأمانة وتقدير الوقت والذات والرضا الوظيفي، وبالتالي يصبح لدينا أفراد مؤهلون مواكبون للعالم الآخر، ومحافظون على موارد بلادهم باكتفاء ذاتي، وهذا ما يؤكد لنا أن رؤية 2030 طموحة ومتفائلة لاحتضان أبناء الوطن الذين يقدمون الغالي والنفيس من أجل استمرار العطاء والبناء لهذا الوطن المعطاء، وأخيراً كما قال سيدي ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله: "اذا اقتنع السعوديون بالتغيير فعنان السماء هو طموحنا".