القيادة الذاتية.. إلى أين..!!؟

17 ربيع الثاني 1439 الموافق 2018.01.04
مدين - خالد البلوي


لم تكن فكرة السيارات ذاتية القيادة وليدة ثورة التوسع التقني بإستخدام الإنترنت، بل بدأت دراساتها منذ الخمسينات في القرن الماضي واُعلن عن أولاها في الثمانينات من خلال شراكة بعض شركات السيارات مع جامعات ك "كارنيغي ميلون" و "بندسويهر". واُصدِرَت نماذج أولية وتسارع تطويرها بمشاركة عدد أكبر من شركات الحاسب العملاقة ك "آبل" و "قوقل" و"إنتل" ، وشركات السيارات الكبرى ك "جنرال موتورز" و "تويوتا" و"أودي" و "بي أم"، والمراكز البحثية الكبرى وبإستخدام وسائل تقنية عدة.
لكن تطور صناعة السيارات ذاتية القيادة انفجر في عام 2009م مع شركة "قوقل" التي أبهرت العالم بتقنية القيادة الذاتية واختبرتها بالشراكة مع "تويوتا" على الطرق السريعة في ولاية "كاليفورنيا". ودفعت "قوقل" بقوة للسماح بقيادة السيارات ذاتية القيادة في عدد من الولايات وكان أولها "نيفادا" التي أقرت القانون في يونيو 2011م ودخل قانونها حيز التنفيذ في مارس من عام 2012م وتلتها ولايات كفلوريدا وكاليفورنيا. وحصلت سيارة "تويوتا" طراز "بريوس" المعدلة مع تقنية "قوقل" التجريبية على أول رخصة سير في مايو 2012م. واستمرت وتيرة التطوير من "قوقل" حتى قدمت في 2014م نموذج سيارة دون عجلات، وتبعتها بنموذج أولي يعمل بشكل كلي آلياً استُخدم فيه الليزر لتوليد خرائط ثلاثية الأبعادوتنتج عدد من نماذج البيانات التي تدعمها في قيادتها الذاتية، وسارت لما يقارب 700000 ميل. واعتمدت على خوارزميات رسوم الخرائط والبيانات الواردة من أجهزة الإستشعار لتحديد مسارها، وطُورت الأنظمة الملحقة بها لتضم نظام "ليدار" وهو شبيه بالرادار ونظام رؤية مجسمة ونظام تعرف بصري.
خلال تلك الثورة التقنية الصناعية واجهت الشركات عدد من المشاكل أبرزها عدم قدرة السيارات الذاتية على التعامل مع حالات الطقس الإستثنائية كالأمطار الغزيرة أو الطرق المغطاة بالثلوج، إضافة إلى عدم قدرتها على التعرف على إشارات المرور المؤقته وعدم قدرتها على التفريق بين السائرين في الطريق "مشاة أم رجال مرور" ولا تفريقها بين كومات الورق والصخور. ولم يُثني ذلك المطورين عن استمرار تجاربهم ومطالبتهم لإعتمادها كوسيلة آمنة بديلاً عن سيارات الأجرة. ولم تخلُ القيادة الذاتية من حوادث المرور، إذ أعلنت "قوقل" عن 14 حادث منها 13 على السائقين الآخرين وتحملت مسئولية واحد فقط وقع في العام 2016م.
في خضم ذلك التطور، قد نصل يوماً إلى شوارع نصف من يسير بها مستخدماً السيارات الذكية وقد تجد المقاومة والتحفظ لفترة من الزمن قبل أن يعتادها الناس.
التعليقات
اضف تعليقك
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق