خلال اللقاء الثقافي الذي أقامه أدبي تبوك
الناقد هاجد الحربي يتساءل عن دور المؤسسات الفكرية والمراكز الثقافية في رؤية المملكة 2030 م

18 جمادى الثانية 1439 الموافق 2018.03.06

مدين - محمد الفيه
قدم الناقد الدكتور هاجد الحربي ورقة نقدية بعنوان" اللغة العربية في معيار النقد الحضاري " في لقاء ثقافي نظمه النادي الأدبي بمنطقة تبوك مساء أمس , وأداره الدكتور وائل الشهري بمشاركة الناقد الدكتور جزاع الشمري والذي قدم بدوره ورقة نقدية بعنوان " فواعل السرد ومقاصد كتابة الذات " بحضور نخبة من المثقفين والمثقفات المهتمين بالشأن الثقافي في المنطقة . وتساءل الحربي عن دور المؤسسات الفكرية والمراكز الثقافية في رؤية المملكة 2030 م من خلال المحافظة على اللغة وتطويرها , وخاصة أنها لم تحضر في بيان رؤيتها حول اللغة وقال : أين المؤسسات العلمية وأين المثقفون وأين ما يقدمون من رؤى وتطلعات في رؤية الممكلة 2030م والتي نسابق من أجلها الزمن لتحقيق أهدافها المتمثلة في تطوير الإنسان والمكان , مشيراً إلى أن اللغة العربية لغة نامية , انصدمت وتناسلت وولدت من رحم الفصحى , وهذه طبيعة اللغة في تطورها ونموها وتحولاتها , مؤكداً أن الحاجة إلى تطوير اللغة العربية الفصحى في ظل رؤية 2030م قد أصبحت ملحة . وأضاف : إن اعتمادنا على لغةٍ تراثية دون تطويرها لا تمت إلى الواقع والحداثة بصلة هو ما جلعنا نظن بأنها شيء من الدين وضرورة حياة , الأمر الذي جعل الأصوليون يتفننون في ترسيخ وخلق المفاهيم الخاطئة بسبب اعتمادهم على عسر فهم الملتقي لهذه اللغة , مؤكداً بأنه لايوجد في لغات العالم أجمع , لغة مثل اللغة الأبوية الفصحى في هيمنتها ومقدرتها على غل الفكر , وشل التعبير الذاتي , كلغة علوية تظهر إلى جانبها لغة الحياة التي نتحدث بها بشكل يومي وبشكل مشوه , فمنذ نشأتنا ونحن لانعرف عن اللغة العربية الفصحى سوى أنها لغة تثمل القيم العليا والحقائق السامية والغموض وعسر الفهم فيها من أهم خصائصها. بعد ذلك قدم الناقد الدكتور جزاع الشمري ورقة نقدية بعنوان " فواعل السرد ومقاصد كتابة الذات " تحدث في مستهلها عن ميثاق السيرذاتي والذي يعتبر المضمن للمتن الحكائي في النصوص السيرذاتية , التي تثبت للمطلع على سيرة المؤلفين أو الشعراء بأن مايقرؤه هو سيرة ذاتية حقيقة . وتناول الشمري في ورقة عمله فواعل السيرة الذاتية لعدد من الشخصيات السعودية المشكِلة للأحداث والوقائع في النص السيرذاتي , وبرامجها السردية , مستعرضاً في الختام بعض النماذج والعوامل التي توضح علاقة التواصل والرغبة والصراع بين المرسل والمرسل إليه والتي تمر بعدة مراحل من أهمها الذات والموضوع وتسهيل أمر التواصل , والعوائق التي تعترض صاحب السيرة الذاتية . بعد ذلك فتح مدير اللقاء باب النقاش الذي تمحورت المداخلات فيه حول هموم اللغة العربية وكيفية تطويرها ، إضافة إلى مقترحات خاصة بخلق حلقة وصل بين الأندية الأدبية والمؤسسات التعلمية والعلمية لتطبيق مقترحات المثقفين والمثقفات في تلك الجهات . وفي ختام اللقاء الثقافي قدمت الهدايا القيمة على الحضور .
التعليقات
اضف تعليقك
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق