08 رجب 1439 الموافق 2018.03.25
في مقالنا السابق تناولنا أهم التحديات التي قد تواجه التعليم في المملكة العربية السعودية، وكانت على رأس التحديات احتياج المجتمع للعمالة الوطنية المتعلمة والمدربة، والتي يجب أن يتولى التعليم هذه المهمة لأنه هو الأقدر بإمكانياته وأدواته ورؤيته المستقبلية واستشعاره للتحديات قبل الآخرين.
وإذا نظرنا بعين الخبير إلى التحديات التي تواجه سوق العمل السعودي نجد أن مفتاح الحل لمواجهة هذه التحديات في التعليم الفني والتقني، والذي يُعد أحد الحلول الناجحة لمواجهة هذه التحديات، حيث شارك التعليم الفني بكل فاعلية واقتدار في وصول بعض الدول مثل المانيا واليابان وروسيا والصين إلى مصاف الدول العظمى على مستوي العالم.
فالتعليم الفني القائم على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في المجالات المختلفة يعد أحد أدوات الصناعة والإنتاج في وطننا الغالي، وخاصة اننا أصبحنا نبحث عن بدائل اقتصادية للبترول، كما أن التعليم الفني والتقني يعتبر أحد الحلول لبناء مجتمع عصري قائم على الإنتاج والتكنولوجيا، اننا الآن في أحوج ما نكون إلى تعليم نوعي يهتم ببناء الإنسان معرفياً ووجدانياً وبدنياً وفكرياً، ويقع على التعليم الحديث المسؤولية المجتمعية التي تتمثل في تنمية رأس المال البشري الذي يتحمل مع القيادة الوطنية مسؤولية البناء والتنمية وتحقيق رؤية 2030 التي نأمل جميعا في جني ثمارها الحضارية والإنسانية.
إن تبني فكرة التعليم الفني سوف يواجهها بعض التحديات المجتمعية والثقافية في بداية تطبيقها، تطلب منا تكريس برامج توعوية لتغيير الأطر الفكرية والثقافية التي قد تواجه هذه الفكرة وتتضافر جهود كل مؤسسات الدولة من أجل تحقيق ذلك وهذا ما سوف نتناوله في مقالنا القادم بإذن الله.
الدكتور / ممدوح بن عواد العنزي
وكالة الجامعة للفروع – جامعة تبوك