الذكاء العاطفي طريقك نحو قيادة ناجحة

17 ربيع الأول 1439 الموافق 2017.12.05

منذ أن أُطلق مصطلح «الذكاء العاطفي – EI» في العقد الأخير من القرن الماضي وهناك اهتمام متزايد بتأثيره على القيادة الإدارية في كلِّ المجالات بداية من القيادة العسكرية والاستراتيجية وحتى إدارة العلاقات الإنسانية البسيطة. يُقصد بالذكاء العاطفي تَمكُن الإنسان من التحكم في مشاعره الخاصة وتوجيهها لما يخدم أهدافه، وفي نفس الوقت تفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم ومن ثمَّ القدرة على حثهم والتأثير فيهم. الذكاء العاطفي يساعد القائد على اكتشاف الجانب المضيء في كل أزمة؛ وسواء كان هذا الجانب مؤقت الأثر أو دائم المفعول فإنه يستخدمه لتحفيز فريق عمله. يعتمد الذكاء العاطفي على خمسة مكونات رئيسية كلمّا تأصلت في شخصية القائد نجح في خلق مناخ العمل الإيجابي لنفسه ولمرؤوسيه. المكون الأول اصطلح على تسميته «الوعي الذاتي» ويقصد به أن يعرف الإنسان بواعث مشاعره، وأن يدرك تأثير هذه المشاعر على الآخرين، كما يعني أيضًا وعي القائد بنقاط قوته ومواطن ضعفه. يمكن تعزيز هذه المهارة بالتدوين اليوميّ ولو لدقائق معدودة للأفكار والمشاعر التي يتعرض لها قائد العمل طوال اليوم ومحاولة معرفة أسبابها حتى يستطيع التحكم فيها في المرات القادمة. المكوّن الثاني من مكونات الذكاء العاطفي «القدرة على ضبط النفس» وهو ذو أهميّة بالغة لأنه يحمي القائد من الاندفاع خلف مشاعره لا سيّما السلبي منها وبذلك يحافظ على علاقته بالمرؤوسين من ناحية ويجنب المنظمة مغبة القرارات الخاطئة من ناحية أخرى. أمّا المكون الثالث فيتعلق بالقدرة على «تحفيز» الذات والآخرين وإعادة توجيه بوصلة الشغف من جديد نحو الأهداف والغايات الكبرى كلما تأثرت بالأجواء السلبية والإحباطات اليومية. عندما يتحلى القائد بالقدرة على «التحفيز» فهذا يعني أنه يرى الأمور بنظرة متفائلة، وعندما يواجه المشكلات ويعاني من الإخفاقات لن يعجز عن اتخاذ القرار بهدوء وإلهام مرؤوسيه للخروج من النفق المظلم. الذكاء العاطفي نظرية تكشف عن الطبيعة التفاعلية بين الرئيس والمرؤوس لذلك ليس غريبًا أن يكون «الوعي الاجتماعي» و«المهارات الاجتماعية» أيضاً مكونين أساسين من مكوناتها. فمفهوم «الوعي الاجتماعي» في الذكاء الوجداني يشير إلى مهارة التقاط الإشارات التي يبديها الآخرون حول مشاعرهم، والظروف النفسية التي يمرون بها، ورغباتهم التي لا يفصحون عنها. أما «المهارات الاجتماعية» فهي تتضمن الكثير من السمات والصفات الفطرية والمكتسبة مثل القدرة على تسوية النزاعات والخلافات، وتطوير العلاقات الإنسانية واكتساب صداقات جديدة واكتشاف مواطن التميز عند الآخرين ودعمها. عندما يحرص القائد على استخدام «الذكاء العاطفي» مع مرؤوسيه فإن هذا ينعكس بشكل إيجابي على العلاقات الداخلية بين المرؤوسين أنفسهم، ويصبح المُناخ الذي صنعه القائد مناخًا سائدًا بين الجميع مما يقلل من حدة التوتر ويساهم في حلّ كثير من المشكلات. لذلك لم تَعُد المنظمات الحديثة تولي الجوانب العقلية والملكات الذهنية المكانة الأولى عند فرز القيادات؛ فالجميع يدرك الآن أن امتلاك مهارات «الذكاء العاطفي» أولى، إذ أنه بالقدرة على الشحذ والتحفيز وبثّ الروح في العاملين يمكن للمنظمة أن تحقق أكثر أهدافها طموحاً. ( هدى العيسى )
التعليقات
د مريم عيسى العيسى
18 ربيع الأول 1439 الموافق 2017.12.06
ما شاء الله تبارك الله موفقه باذن الله بالفعل كلام سليم.يدعو للهمة والاجتهاد. بوركت خطاك.
د مريم عيسى العيسى
18 ربيع الأول 1439 الموافق 2017.12.06
ما شاء الله تبارك الله موفقه باذن الله بالفعل كلام سليم.يدعو للهمة والاجتهاد. بوركت خطاك.
عبد الفتاح احمد الريس ( باحث تربوي وإعلامي ومؤلف )
18 جمادى الأولى 1440 الموافق 2019.01.24
المقال رائع جدا ، وينم عن فكر نير وثقافة عالية . نسأل الله لك التوفيق .
اضف تعليقك
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق