البيانات الضخمة Big Data

06 جمادى الأولى 1439 الموافق 2018.01.23
مدين - خالد البلوي

يعرف قاموس أوكسفورد مصطلح Big Data بأنها سيل البيانات الضخمة والمعقدة للحد الذي تكون فيه تطبيقات معالجة البيانات التقليدية غير قادرة على التعامل مع تلك البيانات، وتلك تشمل البيانات المُلتقطة، مخازن البيانات، البيانات المُحللة، بيانات البحث، والبيانات المنقولة والمرئية وحتى معلومات الخصوصية. وعادةً ماتكون للبيانات الضخمة Big Data ذات 3 أبعاد توافقت بأوائل أحرفها ويتم اختصارها أحيانا ب Three-V's وهي Volume, Variety and Velocity وتُعنى بالحجم والتنوع والسرعة، وتُضيف بعض المُنظمات بُعد الإيذائية Veracity كبعد رابع. وعلى هذه الأبعاد تبني بعض خصائص الBig Data والتي بدونها لاتكون البيانات بذات المعنى، ومن أهمها أنها حركة تتبع/مراقبة لسلسلة من حركة البيانات وتكون متاحة في وقت حقيقي (يمكن إنشاؤها ومعالجتها عند الحاجة) وتمزج بين عدد من صور البيانات (نصوص/ وسائط رقمية..الخ) ويمكن تحديد نمطها إضافة إلى امتلاكها بصمة رقمية. وبإضافة البُعد الرابع تكون جودة البيانات إحدى الخصائص وهي تعني بمجملها سلامة المدخلات وسلامة طُرق المعالجة لتكوين نتائج واقعية.

ومع تشعب شرح المصطلح يكاد يكون الإتفاق على أنه يتعلق بالتحليل التنبؤي وتحليل سلوك المستخدم أو بعض أساليب تحليل البيانات المتقدمة الأخرى والتي تستخلص القيمة من البيانات. وثمة خلط كبير يحصل بين مفهوم ال Big Data ومفهوم ذكاء الأعمال Business Intelligence التي تستخدم التحليل الوصفي لبيانات تم تكوينها لتعالج قياس معين أو لتحدد مستويات ونحو ذلك. كما أن خلط آخر قد ينتج من إلتقاء البيانات الناشئة من أجهزة ال IoT مع استخدامات ال Big Data مما يجعل إقترانهما يستمر حتى في التحليل والاستخدام. و تدخل الBig Data في مجالات علمية عديدة كالأرصاد الجوية وعلوم الأحياء والبحوث البيئية ومشروع الجينوم البشري ومكافحة الجريمة وحتى المحاكاة المعقدة لعلوم الفيزياء والذكاء الصناعي.

ويساعد في نموها تعدد مصادرها وتزايد استخدماته مثل أجهزة الإستشعار وأجهزة الهواتف الذكية وملفات البرمجيات المؤقتة والعديد من الأدوات والأجهزة التي تُستخدم بشكل يومي مستمر. وهذا النمو يجعل التقنية في مواجهة تحدي كبير لإيجاد حلول تكنولوجية مناسبة لتخزين الكم الهائل من المعلومات والتي يُتوقع نموها لتصل بحلول 2025 إلى 163 زيتابايت. كما أن ضمن التحديات تطوير قواعد البيانات التقليدية لتواكب تعدد مصادر البيانات واختلاف برمجياتها ومصادرها، وذلك سيتطلب بالضرورة تحسين قدرة نقل البيانات عبر الشبكة، مما يعني نمو مُتوقع لكافة بحور التقنية خلال العقد الحالي لتواكب التطور والنمو الهائل في البيانات.
التعليقات
اضف تعليقك
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق