25 جمادى الأولى 1440 الموافق 2019.01.31
    مدين - المركز الإعلامي 
    بمتابعة معالي مدير جامعة تبوك، الأستاذ الدكتور عبدالله بن مفرح الذيابي، وتوجيهاته، نجح معمل "فيزياء الجسيمات" بالجامعة، في تثبيت كاشف استشعار للأشعة الكونية، للقيام بالتجارب على الكاشف VXD، الذي يحسب مكان اضمحلال الجسيمات، وهو أحد كواشف التجربة (Belle) التي تُعنى بدراسة الجسيمات الناتجة عن تصادم أشعتيْ المعجل KEK، وذلك في مركز فيزياء الطاقة العالية (KEK) في اليابان، وذلك بمتابعة من مدير معمل فيزياء الجسيمات، الأستاذ الدكتور رشيد بلقاسم والمعيدين بالجامعة، الأستاذ محمد عبد الرحمن البلوي، والأستاذ منصور سلمان العطوي.
وبين رشيد بلقاسم أنّ الكاشف VXD يُعنى بقياس مكان اضمحلال الجسيمات التي تنشأ بعد تصادم أشعتي المعجل KEKB، والذي يعدّ أداة لتسريع هذين الشعاعين: الإلكترون، ويرمز له بـ (-e) وشعاع بوزترون، ويرمز له بـ (+e) لينتج عن ذلك جسيمة وضدها، إذ يقاس مكان اضمحلالهما (أو موتهما) في VXD، حيث أنّ قياس حياة الجسيمة وضدَّها مهم جدا للنظرية العلمية التي تفسر انعدام ضد-المادة في الكون. وتكمن أهمية التجربة (بيل) أنها وجدت هناك فرقا في اضمحلال الجسيمات و ضد-الجسيمات، و بهذه النتائج المهمّة عُدَّت التجربة (بيل) مساهمـة رئيسة لإحراز جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2008، والتي منحت لثلاثة فيزائيين يابانيين؛ لكل من: يويتشيرو نامبو، وماكوتو كوباياشي، وتوشيهيده ماساكاوا؛ لاقتراحهم نظرية دقيقة في سنة 1973؛ تفسر ظاهرة انعدام ضد-المادة في الكون. و مما أكد هذه النتائج  أن العلماء أرسلوا أقمارا  اصطناعية خارج الغلاف الجوي لاكتشاف ضد-المادة، و لم يجدوا أي أثر لها حتى الآن. وقد يعود ذلك إلى أنّ ضد-الجسيمة ربما تنشأ مع تفاعلات الجسيمات مع المادة، أو اصطناعيا  في المعجلات، و لكن تختفي بلحظة إنشائها، و تنعدم مع جسيمات المادة المحيطة بها، وتعتبر جامعة تبوك عضواً فعالاً في هذه التجربة التي حصلت على جائزة نوبل لعام 2008.
ويعتبر المعجل SuperKEKB نسخة مطورة للمعجل KEKB والذي هو في طور الإنشاء الآن حيث كان المعجل KEKB يوفر تصادما     e+e-(أي شعاع الكترونات (e-) ويصطدم بشعاع بزوترونات (e+)) للتجربة Belle والذي انتهى العمل به في سنة 2010، لبدء مرحلة تطويره إلى المعجل  SuperKEKB ، مما يستلزم تطوير كاشف التجربة  Belle  إلى الكاشف Belle II لمواكبة تطوير المعجل KEKB 
وأضاف: بإن جامعة تبوك هي الجامعة الوحيدة في الشرق الأوسط وإفريقيا وغرب آسيا (ماعدا الهند) وضمن تقريبا 100 جامعة ومؤسسة عالمية شهيرة تتعاون في هذا المجال. 
وأبان مدير معمل فيزياء الجسيمات بكلية العلوم: أنّ مهمة جامعة تبوك في تجربة بيل 2، تتمحور في بناء كاشف استشعار للأشعة الكونية للقيام بالتجارب على الكاشف VXD، وهو أحد كواشف التجربة بيل، والذي أشرنا إليه سابقا، حيث الأشعة الكونية التي تنشأ في أعلى الغلاف الجوي من تصادمات جسيمات كونية مع ذرات الغلاف الجوي، ولكن "المعجلات " أصبحت المصدر الأول حاليا لاكتشاف جسيمات جديدة، والأشعة الكونية لا تزال تُستعمل للتجارب على الكواشف لدراسة مساراتها. 
ويتكون نظامنا للاستشعار للأشعة الكونية والتي انتهى فريق العمل بجامعة تبوك من بنائه من ستة كواشف وميضية في أعلى النظام، وستة كواشف وميضيه في أسفل النظام، تكون مهمتها استشعار الأشعة الكونية إذ يتوسطها الكاشف VXD الذي قمنا بالتجارب عليه في بداية شهر نوفمبر 2018. و يُستشعَر الشعاع الكوني بظهور إشارة إلكترونية في الكواشف الوميضية العلوية مصادفةً (في نفس الزمن) مع إشارة أخرى في الكواشف الوميضية السفلية، تعبر على مرور شعاع كوني في الكاشف VXD استشعارا ببدء أخذ بيانات الكاشف VXD وتسجيلها.
وأكد رشيد بلقاسم أنّه تم تثبيت نظام الاستشعار للأشعة الكونية بنجاح من قبل فريق العمل في معمل فيزياء الجسيمات في مركز كيك في اليابان في شهر أكتوبر 2018 الماضي، وفي بداية شهر أكتوبر 2018 زار فريق البحث مركز كيك مجددا للقيام بالتجارب على النظام، ولتأهيله لأخذ البيانات. 
وقال: بهذا العمل المتواصل نجحنا في استقطاب كثير من خريجي الجامعة وغيرها من الجامعات في المملكة، كباحثين مساعدين في معملنا، لتكوين كوادر سعودية تتولى زمام أمور المعمل في المستقبل، وتكون قادرة على إجراء أبحاث في هذا المجال، وذلك بتدريبهم المتواصل في معامل الجامعة، وباحتكاكهم بعلماء وباحثين في مركز كيك في اليابان، وفي جامعات ومراكز أخرى، خاصة جامعات من ألمانيا وأمريكا والتي نتعاون معها في تجربة بيل. 
وأضاف: ساعد المعمل على ابتعاث معيدين من جامعة تبوك إلى جامعة ميونخ بالتعاون مع معهد ماكس بلانك العريق للفيزياء بألمانيا، للتسجيل في برامج الدراسات العليا في مجالات تتعاون فيها جامعة تبوك مع معهد ماكس بلانك كتطوير كاشف التجربة. كما انتهى المعيد محمد البلوي من كتابة أطروحة ماجستير بعنوان "بناء، تثبيت، و تشغيل نظام استشعار للآشعة الكونية في مركز كيك في اليابان".
وبين أنه وبعد الانتهاء من تثبيت نظام استشعار للأشعة الكونية، بدأنا أخذ البيانات على الكاشف VXD في بداية شهر نوفمبر 2018م وهذا خلال عشرة أيام تقريبا. البيانات كانت بجودة عالية حيث الكاشف VXD  تتبع مسارات الأشعة الكونية، وتم تخزين حوالي مليون ومئتي مسار شعاع كوني، علما بأنّ أعضاء الفريق البحثي حاليا مواكبون على تحليل البيانات، خاصة محاذاة قطع الكاشف ببعضها البعض باستعمال مسارات الأشعة الكونية في الكاشف. 
والله نسأل أن يكون كل ذلك خدمة لديننا ووطننا، وفي سعينا بالتقدم بالعلم، وقيامنا مع جامعة تبوك بمشاركة فعالة في تحقيق رؤية المملكة 2030 بجعلها منارة للعلوم والأبحاث. وكل هذه البحاث والتجارب تصب في باب الاستثمار، لجامعتنا وللوطن بصفة عامة.