03 جمادى الأولى 1439 الموافق 2018.01.20
مدين - محمد آل فيه
كان أهالي منطقة تبوك قبل أكثر من 50 عاماً , يعتمدون على الوسائل التقليدية في إنارة منازلهم أو مقر إقامتهم كحال كثير من مناطق المملكة , مثل إشعال النار واستخدام الفوانيس التي تعتمد على الكيروسين أو بعض الزيوت لإشعالها ، وذلك لعدم وجود المولدات الكهربائية حينها , الأمر الذي دفع بأحد رجال الأعمال بالمنطقة عند دخول هذه الخدمة للأسواق السعودية إلى شراء مولد كهربائي قدرته 15 كيلو وات لإيصال التيار لبعض سكان مدينة تبوك , الذين سارعوا للاشتراك في هذه الخدمة الجديدة بعدد مشتركين لم يتجاوز الــ 170 منزلاً , وفي عام 1380هـ , قام مواطن آخر بإنشاء محطة توليد لتلبية الطلب المتسارع على هذه الخدمة من قبل سكان المدينة الوحيدة التي انطلقت منها شرارة الكهرباء الأولى , لتنتقل بعد ذلك إلى جميع مدن ومحافظات ومراكز المنطقة التي أصبحت اليوم مغطاة بنسبة 100% بالكهرباء التي تخدم حتى الربع الأخير من العام المنصرم 2017م أكثر من 242 ألف مشترك.
وقد ساهمت الشركة السعودية للكهرباء بمنطقة تبوك منذ لحظة تأسيسها بالمنطقة عام 1392م , إبان خضوعها آن ذك لنظام الشركات المساهمة بالمناطق , بعد 13 عاماً من الجهود الذاتية التي قامت عليها الكهرباء بتبوك , في تأسيس قاعدة عمل واكبة بجهود أبناء المملكة حاجة المستفيدين الذين تزايدت أعداهم خلال الخمسين عام من التنمية الدؤوبة في شتى المجالات , ونظراً لأن الكهرباء هي محور التنمية فقد تم تقسيم العينات الاستهلاكية إلى تسع وحدات هي : سكني، وتجاري، وصناعي، وزراعي، ومساجد، ومستشفيات، وشوارع، وطرق عامة، وحكومي ويشمل الإدارات الحكومية والتعليمية , ومن خلال هذا التقسيم تمكنت الشركة في رسم مستقبل المنطقة التي تبلغ مساحتها الإجمالية117000 كم .
وبدأت بإيصال التيار الكهربائي إلى جميع مدن ومحافظات ومراكز المنطقة , والتي تشكل ما نسبته 7% من المساحة الكلية المغطاة بالكهرباء بالمملكة .
واليوم تسابق منطقة تبوك الزمن للانتهاء من تنفيذ (10) مشاريع تبلغ تكلفتها (4.7) مليار ريال، والتي من المتوقع الانتهاء من معظمها خلال العام القادم ، ومن بين هذه المشاريع محطة تحويل مركزية جهد فائق في الوجه وخطوط ربطها وربط المدائن و ضباء. بالإضافة إنشاء محطة تحويل " تبوك 12 " ، ومحطة بئر بن هرماس ، ومحطة الإسكان بتبوك مع ربطهما بالشبكة و توسعة محطة تيماء على الجهد العالي، ويبلغ إجمالي أطوال الخطوط التي تحت التنفيذ أكثر من (600) كم دائري .
وتحظى منطقة تبوك في الوقت ذاته بإنشاء أول وأكبر مشروع صديق للبيئة بمنطقة الشرق الأوسط هي محطة توليد "ضباء الخضراء "، والتي تبلغ مجموع قدراتها (605) ميجا وات وتكلفتها (3.5) مليار ريال. تحتوي المحطة على وحدتين غازيتين ووحدة بخارية، وتتضمن استخدام الطاقة الشمسية في توليد ما يعادل (43) ميجا وات. وتم تشغيل الوحدة الأولى من المحطة في أواخر 2017م , بينما أكتمل المشرع قبل نهاية العام ذاته , وللإسهام في تقديم الخدمة الكهربائية للمنطقة ودعم خدمات التوزيع بمشاريع مختلفة، فقد تم تعزيز وتحسين شبكات ومحولات التوزيع الكهربائية، ربط محطات التحويل الجديدة بالشبكات الكهربائية، إحلال شبكات التوزيع القديمة وإيصال الخدمة الكهربائية لمشتركين جدد بتكلفة إجمالية بلغت ( 366 مليون ريال ).
وفي ضل هذه المشاريع العملاقة تواصل شركة الكهرباء التخطيط لتنفيذ مشاريع مستقبلية تتجاوز قمتها التقديرية 7 مليارات ريال , وتهتم بتعزيز المنظومة الكهربائية في منطقة تبوك والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى دورها الهام في الربط الكهربائي بين المملكة وجمهورية مصر العربية، والذي سوف يكون بداية للربط العربي والأوربي فيما بعد .