الإبداع حق للجميع

10 جمادى الثانية 1439 الموافق 2018.02.26

قال الله تعالى: بَديعُ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ إذَا قَضَى أمْراً فَإِنَّمَا يَقُـولُ لَهُ كُـنْ فَـيَكُونُ . سورة البقرة الآية 117

الإبداع للجميع، شعار دار دائمًا بخلدي ووجداني، فالإبداع هو حجر الزاوية في العبقرية التي صنعت آلاف الاختراعات، وقد حثنا إسلامنا الحنيف على الإبداع، وإعمال عقولنا في التفكير بالظواهر الكونية حولنا؛ للوصول منها إلى الإيمان الصحيح بالاستناد إلى الأدلة العقلية، ولا يحجر على العقل وهو أداة التفكير ولا يحدده ولا يضيق عليه، بل يطالبه بالتحرك والتجوال الهادف في هذا الكون؛ ليكتشف أسراره وقوانينه ويسخر ذلك كله لخدمته.
وهنا سؤال يطرح نفسه، هل الإبداع متاح للجميع أم نولد به؟ وقبل أن نجيب عليه، يجب في البداية التعرف على معنى الإبداع.
حينما نتحدث عن الإبداع، فإن عدة مفاهيم تجول في عقولنا في نفس الوقت، ومن النادر أن نجد مفهوماً موحداً للإبداع يجتمع عليه كل الناس، فالإبداع كما نفهمه هو الطاقة النقية والمطلقة لصنع المعجزات، الإبداع هو الشغف، والحب، والعشق للمعرفة ولمجال التعلّم، وهو خاصية من خواص العقل البشري، وذلك حينما تتوفر له شروط التكوين الصحيح.
وهو خاصية يمكن إكسابها للإنسان بالتربية التي تتم في ظروف مواتية للعمل الحر غير المسبوق، والمبادرة الذكية للإنسان في مواجهة التحديات والمواقف الجديدة.
فالإبداع هو عادة ذهنية يمكن تقويتها مع التمرين، والحصول عليها أمر ممكن، فهي بمتناول الجميع، فمرن ونمّ مهاراتك الإبداعية واحصد نتائج جهودك.
إن تحقيق الإبداع ليس معناه جعل عملك أكثر صعوبة، بل إنه في الحقيقة يمكن أن يجعله أكثر متعة وإثارة للاهتمام، كما أن اعتماد المهام التي تتطلب توظيف مهارة الإبداع سيؤدي حتماً إلى جعل العمل أكثر جاذبية.
ومن هنا نطلق مبادرة الإبداع للجميع، فالطاقة الإبداعية موجودة لدى كل فرد منا، قابلة للتسخير وصنع المعجزات، فهيا بنا أبناء وطننا الغالي نبدع في أعمالنا، وفي حياتنا ومعاملاتنا.



الدكتور / ممدوح عواد العنزي
وكالة الجامعة للفروع
التعليقات
اضف تعليقك
الاسم
البريد الالكتروني
التعليق