27 ربيع الثاني 1439 الموافق 2018.01.14
إن كنت من العاملين في حقل تقنية المعلومات، وسعيت للبحث عن معلومات حول "الوصولية" .. فيكفي أن تقف عند نتائج الصفحة الأولى من أي محرك بحث مستخدماً كلمة "الوصولية" أو "وصولية الويب". ويكفيك ذلك لتُدرك أن المحتوى العربي -في خدمة فئة ذوي الإحتياجات الخاصة- لايكاد يتخطى المحاولات. وستقرأ من نتائج البحث عن ما أنجزته بعض الشركات الأجنبية الكبرى أو عن مؤتمرات عُقِدت في ذلك الشأن، وستقرأ شيئاً عن تفصيل أنواع الإحتياجات الخاصة ودعوات أو أخبار عن ضرورة إتاحة الوصولية لهم. ولو أسعفك الوقت وتماديت في تصفح النتائج قد تصل إلى برنامج الوصول الشامل بجامعة الملك سعود والذي لم أجد سواه مُستحقاً للإشادة كمحتوى عربي يقدم مايخدم هذه الفئة العزيزة. فهو الموقع الوحيد الذي يخوض بوضوح في معنى الوصولية الإلكترونية ويمُدك بروابط لبعض الكتب والمواقع التي تعطيك إيحاءات تدعمك في بحثك.
أكتب حول ذلك وقد سعيتُ للإستزادة في معرفة أدوات الوصولية (Accessibility) منذ حضوري ل "ملتقى التربية الخاصة .. الرؤى والتطلعات المستقبلية" في جامعة تبوك عام 1435، وحينها كانت بدعوة كريمة من الدكتور/ عبدالله بن حجاب القحطاني، ومروراً بزيارتي الشخصية لجميعة الأطفال المعوقين في الرياض، وانتهاءً بمبادرة عمادة تقنية المعلومات بجامعة تبوك لتقديم خدمة لفئتين عبر بوابة الجامعة الإلكترونية وأخذت في عين الإعتبار ضمن مرحلتها الأولية (ضعاف البصر/ عمى الألوان). ولمست في صدور المسؤولين قبولاً للإلتفات إلى الفئة العزيزة، ولم أجد على أرض الواقع تطبيقاً واسعاً سوى في مبادرة جامعة الملك سعود وأعمال جمعية الأطفال المعوقين والتي تستحق التقدير والإشادة والدعم.
واقعنا يقول أننا بالوصولية (Accessibility) لم نصل بها إلى الحد الذي يُرضينا. وأكتب ذلك أعترف بتقصيرنا –كتقنيين في كافة الجهات- تجاههم حتى في طرح الجهات الحكومية لمشاريع تطوير الأعمال التقنية والتي لاتُكتَب فيها بنود الوصولية لذوي الإحتياجات الخاصة إلا إجتهاداً من أفراد في بعض المشاريع. ولايُمارس معظم المبرمجين أو المطورين أي سلوكيات تدل على إهتمامهم بوضع أسس التطوير للأعمال البرمجية ليبني عليها من أراد بعد ذلك -إن رأى ضرورة- توجيه الخدمات لذوي الإحتياجات الخاصة. وأكتب وأنا أحلم بأن يأتي يوم أجد فيه كافة البرامج والمواقع العربية متاحة بكافة خواصها وخدماتها لكل أفراد المجتمع، وكافة شرائحه حتى وإن أخذت الجهود وقتاً وأثمرت عن إستفادة 10، فالنتيجة مرضية.
هي أمنية أرسلها، وعسى أن أراها واقعاً
(خالد بن عبدالله البلوي)