20 رجب 1439 الموافق 2018.04.06
تعد الحرب النفسية من أقوى الأسلحة المستخدمة في تدمير المجتمعات، كونها تستهدف عقول الأفراد ونفسياتهم،الأمر الذي دون شك يؤثرعلى مجريات حياتهم الأجتماعية، نظراً لما تمثله الإشاعات والمعلومات الخاطئة والمسمومة التي يبثها الأعداء عبر وسائل التواصل الأجتماعي"السوشل ميديا" خاصة تلك التي تتعلق بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لأي مجتمع، حيث تتركز أهدافها بالتأثير على الفئة الأقل نضجاً من المراهقين والشباب، وذلك بهدف زعزعة الأمن المجتمعي وإثارة الفتن والنعرات وبث الخوف والقلق ونثر الفوضى في المجتمع، وهنا يأتي دور تشكيل الوعي الاجتماعي لأفراد المجتمع من خلال مؤسسات المجتمع والتي يعد الإعلام شريانها الأساس لما يمثله من دور حيوي من خلال بث البرامج الوطنية التي تتحدث عن إنجازات الوطن وما يقدمه من خدمات لكافة شرائح المختلفة بمختلف قطاعاتها، وذلك لتعزيز قيمة الولاء والانتماء في نفوس المواطنين، إضافة إلى إكساب الأفراد أهم قيم المواطنة الصالحة باحترام الأنظمة والقوانين وتقديم المصالح العامة على الخاصة ومكافحة الفساد، وعقد الشراكات مع مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية عبر تقديم ورش عمل وبرامج داعمة لتنمية وتثقفيف المجتمع وتحصين الشباب فكرياً وتوعوياً بعدم تداول الرسائل والتغريدات المغرضة والمسيئة ، والمحافظ على نزعة الوطنية داخل نفوسهم ، وترسيخ مفهوم " المواطن الصالح للوطن الصالح "و الذي يتصدى للدفاع عن وطنه ويجدد ولائه في كل موقف يدعو به الأعداء إلى تدخل في الشأن الداخلي، وأن لا يكون فريسة سهلة للأعداء يوجهون عقله كآلة مبرمجة لتنفيذ رغباتهم وأهدافهم دون تفكير، ولكي يقوم الإعلام بدوره الفعلي لا بد من تكاتف المؤسسات التعليمية معه والتي تحتضن الشباب منذ مراحلهم الدراسية الأولى وحتى المرحلة الجامعية، والتي إن وظفت إمكانياتها في استحداث برامج إرشادية وتوعوية تتناسب مع المستجدات في المجتمع وتحصن الفكر وتنميه وتعززه بالتغذية الوطنية التي تؤكد أن الوطن ليس مجرد شعارات وأناشيد تردد بل مشاعر تبِث في قلوبنا الأمن والأمان والحب الوليد معنا منذ نعومة أظافرنا بإحساسه وعطاءه، وترسخه بالعلم والمعرفة والعمل بروح الفريق والجماعة التي تبني داخل النشء مفهوم الكل وليس الجزء يستشعر من خلالها معنى الوطن والتضحية من أجله لأنه عنصر من هذا الكل لا يتجزأ عنه وبذلك تتحقق الغاية المرجوة من البرامج وهي بناء مجتمع واع وجيل مدركً لمسؤوليته الاجتماعية ودوره في الوقوف مع الوطن بقوته وعزيمته وولائه الصادق، لنكن مجتمع واعي لا تشكلنا الأيدولوجيات الإعلامية المغرضة التي تتداول عبر وسائل التواصل ونرددها بلا علم وثقافة ولا إدراك لكل العوامل التي منها تتشكل القرارات والتي تسعى لمصالحنا جميعاَ ومستقبلنا المزدهر المرتبط بلحمتنا الوطنية التي نشأنا عليها حكومةً وشعباً قلباً واحداً ويدا واحده للعدو وعين مبصرة لأمن الوطن دُمت ياوطني شامخاً بقادتك ومعتزاَ بشعبك الوفي.
وأخيراً رحمة من الله لروح كل شهيد قدم أجمل تضحية، ونصيحة لكل شاب لا تجعل من عقلك ولسانك وعاءً يردد دون إدراك لما يسمع ويغرد بما لايففقه، واجعل قاعدتك بالحياة قوله عليه افضل الصلاة والسلام " من أصبح منكم أمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا " .
المدربة / شذى عودة البلوي.
- علم الأجتماع.
- منسقة الإرشاد والإعلام ووحدة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالكلية الجامعية بالوجه.